السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدع رؤسنا الرافضة بمقولة إن القران محرف في كتب أهل السنة والجماعة , وبعد متابعة الموضوع تجد الروايات التي يوردونها إما منسوخة أو على احد القراءات السبع التي يجهلونها فهم ينكرون هذا الكتاب الذي لا ياتية الباطل من بين يدية ولا من خلفه فكيف بقراءة من قراءته , ولجهل كثير من الناس بهذه القراءات أحببت أن ابين لاخواني واخواتي ما هي هذه القراءات و هل هي موجودة في وقت النبي صلى الله عليه وسلم ام محدثه ؟ :
تعريف الأحرف السبعة:
الحرف لغة : من كل شيء طرفه وشفيره وحده ومن الجبل أعلاه ومنه قوله تعالى : { ومن الناس يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين } أي أن من الناس من لا يدخل في الدين دخول متمكن فإن أصابه خير أي خصب وكثر ماله أو ماشيته اطمأن به ورضي بدينه ، وإن أصابته فتنة اختبار بجدب وقلة مال انقلب على وجهه أي رجع عن دينه إلى الكفر وعبادة الأوثان . فالقرآن نزل على سبعة أحرف أي سبع لغات من لغات العرب وليس معناه - كما يقول صاحب قاموس المحيط - أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه وإن جاء على سبعة أو عشرة أو أكثر ولكن المعنى هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن .
تعريف الأحرف السبعة اصطلاحاً : أما المراد بالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم كما تواترت بذلك الأحاديث ، ففيه آراء كثيرة للعلمـاء ، المختار منها والصحيح الذي تؤيده الأدلة هو أن : ( الأحرف السبعة سبعة أوجه فصيحة من اللغات والقراءات أنزل عليها القرآن الكريم )
إن السبيل الناجح والطريق الواضح لدراسة مثل هذا الموضوع الذي بلغ من الأهمية مبلغها ومن المكانة ذروتها هو الحديث الصحيح الثابت الذي جاءنا عن طريق النقل الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث لا مجال للرأي والإجتهاد فيه إلا لحسن الفهم ، والترجيح بين الآراء ، بحيث نعرف الصواب من الخطأ .
ولقد جاء هذا النقل للأحاديث من طرق مختلفة كثيرة ، وروي حديث نزول القرآن على سبعة أحرف عن جمع كبير من الصحابة ، وإليك غيض من هذا الفيض العظيم نبدؤه بما رواه الإمام البخاري والإمام مسـلم عن عمـر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي ، يقول عمر رضي الله عنه :
( سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرِئنيها رسول الله ، فكِدتُ أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلّم ، فلَبَّبته بردائه ، فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ، قال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقلت له : كذبت ، أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله ، فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها ، فقال : أرسله : اقرأ يا هشام ، فقرأ القراءة التي سمعته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كذلك أنزلت ، ثم قال رسول الله : اقرأ يا عمر ، فقرأت التي اقرأني ، فقال : كذلك أنزلت ، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ما تيسر منه ) متفق عليه
وروى ابو يعلى في مسنده الكبير أن عثمان رضي الله عنه قال يوماً وهوعلى المنبر : ( أذكر الله رجلاً سمع النبي قال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ ) لما قام : فقاموا حتى لم يحصوا ، فشهدوا أن رسول الله قال : ( أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ ) فقال عثمان رضي الله عنه : ( وأنا أشهد معهم ) . وهذا يدل على تواتر حديث الأحرف السبعة في عصر الصحابة ، ولكنه لا يدل على تواتر الحديث في كل العصور وذلك لأنه خبر آحادي في نفسه ، وإنما يثبت التواتر للحديث أن يكون رواته في كل طبقة عدداً كبيراً يستحيل تواطئوهم على الكذب ، كما هو مقرر في علوم الحديث ، لذلك تتبع العلماء روايات هذا الحديث وحكموا في نهاية المطاف بأنه حديث متواتر ثابت ثبوتاً قطعياً يقينياً عن النبي.
وروى مسلم عن أبي بن كعب أن النبي ) كان عند أضاة بني غفار قال : فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إن الله يأمرك ان تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك .ثم جاءه ثالثة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على ثلاثة حروف فقال : أسـأل الله معافاته ومغفـرته وإن أمتي لا تطيـق ذلك . ثم جاءه الرابعـة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا )
وروى مسلم أيضاً عن أبي بن كعب قال : ( كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله فقلت : إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه . ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله فقرأا فحسَّن النبي شأنهما ، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية . فلما رأى رسول الله ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً ، وكأني أنظر إلى الله عز وجل فَرَقاً . فقال لي : يا أبيُّ أُرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددتُ إليه أن هوّن على أمتي فرد إلي الثانية : اقرأه على حرفين . فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلي الثالثة : اقرأه على سبعة أحرف ، فلك بكل ردةٍ رددتكها مسألة تسألينها ، فقلت : اللهم اعفر لأمتي ، اللهم أغفر لأمتي ، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم )
وروى الترمذي عن أبي بن كعب قال : ( لقي رسول الله جبريل ، فقال : يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشـيخ الكبيـر والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط قال : يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ) .
وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن رسول الله قال : أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده و يزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ) .