قررنا أن ننشر المقال التالي، ليس دعماً للدكتور محمد مرسي وإنّما أحقاقاً للحق، وننوه أن إدارة الصفحة تميل إلي تأيد د. عبد المنعم أبو الفتوح وتبقي حرية الأختيار للمتابع.

------------- رد الشبهات حول دعم الدكتور محمد مرسي ----------------

بعد أكثر من سبعين ساعة قضيناها في مقابلة مرشحي الرئاسة بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وجدنا المرشحين الإسلاميين الثلاثة (العوا وأبو الفتوح ومرسي) افضل المرشحين على الإطلاق وأعلاهم كفاءة ، وإذا قدر الله تعالى لأحدهم الفوز فسيكون جاهزا لقيادة البلاد بقوة وأمانة، وسنكون أسعد الناس بهذا.
ونظرا لما نراه حاليا من حملة علمانية مسعورة مسمومة على الدكتور محمد مرسي وعلى الإخوان المسلمين، رأيت أن أرد هنا عن أعراضهم وألا نترك الأمر لهم فقط ليدافعوا عن مواقفهم، خاصة وأن هذه الحملة غير مسبوقة ولم تصل لهذه الدرجة من الافتراء والتضليل ولا حتى أيام المخلوع.
هذه ردود لأهم خمسة تساؤلات تثار في وجه مؤيدي الدكتور محمد مرسي:

أولا: يقال إن فوز الإخوان بالرئاسة يكرس السلطة كلها في يد حزب واحد وجماعة واحدة، وأن ذلك ضد مصالح مصر الحالية والمستقبلة. ويذهب البعض إلى اتهام الإخوان بسعيهم للتكويش على السلطة وإقصاء الآخرين.
الرد: إن الشهور القليلة الماضية ومنذ انتخابات مجلس الشعب، اثبتت أن الأزمة الحقيقية الحالية هي أزمة صراع السلطات، مما يعوقها جميعا أن تركز في التصدي لأزمات البلاد. وأعتقد أنه إذا توزعت السلطات التنفيذية (رئاسة وحكومة) والتشريعية فإن صراعا مشابها سينشأ ولن نرى تناغما في مؤسسات الدولة يسمح بالانطلاق نحو النهضة، بل ستزداد حالة الاستقطاب القائمة الآن ويزداد أصحابها عنادا وتترسا في مواقعهم. وعلى العكس من ذلك لو تولى حزب السلطة التنفيذية والتشريعية فإنه تتاح له فرصة كبيرة للتصدي للأزمات الطاحنة التي تنتظر الرئيس القادم دون تقاذف للتهم بين المؤسسات المختلفة. ولعل النموذج التركي شاهد على هذا حيث تولى حزب واحد (العدالة والتنمية) أغلبية البرلمان والحكومة والرئاسة لمدة عشر سنوات فنقل تركيا نقلة حضارية كبرى، ونجح في ثلاث انتخابات عامة متتالية.

ثانيا: يقال إن محمد مرسي احتياطي (أو استبن) فكيف رضي بهذا ؟ وكيف نضمن ألا يحكم خيرت الشاطر من وراء ستار ؟
الرد: إن تقديم حزب الحرية والعدالة لأكثر من مرشح دليل على وفرة الكوادر المؤهلة لدى الحزب، وهذا الترشيح دلالة على قوة الحزب وتحسب له. وقارن هذا الوضع بأحزاب أخرى (كالوفد والتجمع وغيرها) لم تستطع أن تقدم للرئاسة مرشحا واحدا لترى الفرق.
ثالثا: يتوجس البعض من علاقة مرسي بالمرشد وبالإخوان وأنه ستتداخل المصالح والرؤى ولن تكون لمرسي الاستقلالية المطلوبة لحكم البلاد حال فوزه.
الرد: إن هذا هو الوضع الطبيعي في كل بلاد الدنيا التي تتداول السلطة سلميا، فالرئيس (أو رئيس الحكومة في النظم البرلمانية) يأتي من حزب ويتبع سياسات هذا الحزب أثناء حكمه وهذا هو الطبيعي. ولقد رأينا زعيمة قوية مثل مارجريت تاتشر في حكمها لبريطانيا وفي ولايتها الثالثة يجبرها حزبها (حزب المحافظين) على التخلي عن الحكم لأنها بدأت تحيد عن سياسات الحزب. إن اختيار الشعب لرئيس وراءه حزب يعطيه أمانا أكثر وطمأنينة أعمق من تولي فرد مستقل ربما يأخذ البلاد في مغامرات لا تحمد عقباها. إن الرشد في مؤسسة أو حزب أقرب من الفرد.

رابعا: يتهم البعض حزب الحرية والعدالة بضعف أدائه في مجلس الشعب، ويرونه مؤشرا كافيا للانصراف عن تأييد محمد مرسي.
الرد: إن لمجلس الشعب مهمتين أساسيتين: رقابية وتشريعية، وليس له مهام تنفيذية تجعله مسئولا عن الأزمات الداخلية المتتالية. ولقد رأينا النظام الحاكم لا يتعاون مطلقا مع الدور الرقابي لمجلس الشعب في محاولة منه لإفشاله وحرقه سياسيا. أما الدور التشريعي فبطبيعته بطئ، لأن صناعة القوانين عملية طويلة ولا يمكن سلقها بسرعة. لقد بدأ مجلس الشعب أعماله في ظروف بالغة الصعوبة، إبان أحداث مجلس الوزراء ووزارة الداخلية محاصرة، وأعضاء المجلس يدخلون من الأبواب الخلفية. وقد خيمت هذه الأحداث على بداية المجلس ثم كانت هناك ملفات ملحة لا تحتمل التأجيل كملف الشهداء والجرحى. ومع ذلك استطاع المجلس إنجاز عدد من التشريعات المهمة في هذه الشهور القليلة.

خامسا: يرى البعض أن مرسي لا يملك الخبرات اللازمة ليكون رجل الدولة الأول وأن منصب الرئاسة لا يحتمل التجارب.
وهذا الكلام صحيح، ولكن يشكل عليه أنه ايضا صحيح لكل المرشحين الآخرين لأن نظام مبارك قام بتجريف الحياة السياسية وما كان ليسمح لخبرات سياسية أن تنمو وتتبوأ مواقع مؤثرة في الدولة. ولا يعتبر موسى أو شفيق أصحاب خبرة نظرا لسجل الفشل الذي صاحب عملهما بالوزراة.

وفيك بارك الله يا شيخ امين
شكرا لمرورك العطر فى مقالى