وهل يمكن صناعة قيصر أوطاغية؟! لا أعرف الإجابة، ولا
تعتقد أنى الخبير والفاهم والناصح، لكننى فقط سأتأمل معك تفاصيل هذا الخبر
الذى نشرته كل الصحف المصرية "جمعاء" حول مفاجأة رئيس الوزراء عصام شرف
للفقراء والبسطاء حيث اصطحب الرجل عائلته إلى مطعــم وجبات
شعبية وتناول الفول والطعمية معهم.





قرأت يا صديقى؟، حسنُ إذن، لنتبادل إحساسنا بهذا الخبر، لا تكمل القراءة
قبل أن تفعل ذلك أرجوك، فأنا ـ من ناحيتى ـ لم اعتبره خبراً يبث التفاؤل أو
يزرع الأمل، ربما كان لمرض متأصل أعانى منه، يجعلنى أصنع "من الحبة قبة"
ومن الشرر الهين البسيط ناراً، فالخبر استدعى فى ذاكرتى صوراً مدهشة للرئيس
الإيرانى أحمدى نجاد وهو يأكل بين الفقراء مفترشاً الأرض، كان مشهدا يفيض
إنسانية ويعكس تواضعاً يقترب من أخلاق الأنبياء والرسل، ونجح نجاد فى أن
يصبح رئيسا لإيران، وترشح لولاية ثانية فى 2009 وتفوق وظلت صورته فى
الإعلام هى نفسها صورة الرجل النحيف الواهن أو كما رسمها بدقة الكاتب
الكبير فهمى هويدى: "مواطن ريفى، شديد التدين والتواضع، ولم يعرف عنه تعلق
بالوجاهة أو الثراء ولأنه "واحد منهم" فقد ظل طوال السنوات الأربع الماضية
مشغولا بتحسين أوضاع الفقراء والضعفاء، ومتفننا فى كيفية توفيرالخدمات لهم
والتخفيف من أوجاعهم".
وهى الانطباعات نفسها التى تركتها الصورة العامة لسماحة الشيخ حسن نصر
الله، كأن نوراً يسطع من تحت عمامته السوداء كلما هلّ علينا عقب كل هجمة
صهيونية على عزة.
وفى هاواى سجد سكان الجزيرة البدائيين للمستكشف البريطانى "كوك" واعتبروه
الإله المخلص، لكنهم قتلوه، هشموا رأسه بفؤوسهم لأنه عاملهم كعبيد وخدم!
وفى صباح الأحد 18 ابريل 2011 حرق المتظاهرون فى سوريا عمامة الشيخ حسن
نصر الله ولعنوه وهتفوا ضد حزب الله وحماس وإيران ونجاد وزعموا أن كل هؤلاء
متواطئين مع النظام السورى!.
وفى طهران مازال أنصار زعيمى المعارضة الإيرانية "مير حسين موسوى ومهدى
كروبى" يمزقون صور أحمدى نجاد ويلعنوه ويصفوه بالديكتاتور الذى فرض الإقامة
الجبرية على معارضيه.
عصام شرف لن يكون طاغية ولا تحمل جينات الطيبة البادية على ملامحه شيئا من
هذا، لكن المرض الذى أعانى منه يجعلنى قلقاً للغاية، خاصة وأنا أرى أنصار
مرشحى الرئاسة (البرادعى، عمرو موسى، هشام البسطويسى، أيمن نور، حمدين
صباحى) وقد تحولوا إلى فرق تتقاتل وتتمترس خلف مرشحيها، وكل فريق يتفنن فى
ابتكار وسائل التجريح والإهانة لأنصار الفريق الأخر، على اعتبار أن "ورقتنا
" هى الرابحة، هى عنوان الطهارة، فـ"الراجل بتاعنا مية مية.. واللى ضدنا
غبى وهيروح النار أو عميل وخائن أو فاسد أوبتاع إسرائيل!

عصر الطغاة  انتهةاللهم ولى علينا خيارنا

جزاك الله خيرا اخى امين وان شاء الله ربنا يولى من يصلح
تقبل مرور اختك طيور