بسم الله الرحمن الرحيم
ج/المتشابه ما اشتبه على جاهله كما ورد عنهم عليهم السلام والآيات المحكمات هن أم الكتاب والأم ما يولد منه ويرجع أليه أي أن الأم هي الأصل فالآيات المتشابهة ليعلم المراد منها يجب أن ترد إلى المحكم ولمعرفة الفرق بين المحكم والمتشابه يجب معرفة إن القرآن والأحاديث القدسية وكلام الأنبياء والأئمة عليهم السلام (ع) تحتوي على :ـ
1-كلام من أم الكتاب ( كتاب المحكمات )وهو اللوح الذي لا يحصل لما كتب فيه بداء أو تبديل وهو علم ما كان أو يكون الى يوم القيامة دونما أي تبديل وهو علم الغيب الذي لا يطلع عليه الله سبحانه أحد ألا الأنبياء والمرسلين والأئمة فهو سبحانه يطلعهم على بعضه بحسب ما تقتضيه مصلحة تبليغ الرسالة أو القيام بمهام الإمامة (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً*إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً* لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)
2/كلام من لوح المحو والإثبات (كتاب المتشابهات )وهو أيضاً علم ما كان أو يكون ولكن على وجوه كثيرة واحتمالات عديدة لنفس الواقعة أحدها سيقع وهو الموجود في أم الكتاب أما البقية فلا تحصل لسبب ما ربما يكون حدث معين يمنع وقوعها وللمثال (( نقول فلان عمره 50 سنه مكتوب له في هذا اليوم عند الصباح أن يموت بلدغة عقرب ولكنه إذا تصدق سيدفع عنه هذا الشر ويعيش عشر سنوات أخرى وبعد مضي العشر سنوات إذا بر والديه فانه سيمد عمره خمس سنوات أخرى ))فهنا في لوح المحو والإثبات احتمالات كثيرة لحياة الإنسان فهذا الشخص في المثال ربما لن يعيش بعد أن يلدغه العقرب وربما يتصدق قبل اللدغة فيعيش عشر سنوات أخرى وربما بعد العشر سنوات يموت وربما يبر والديه فيعيش خمس سنوات أخرى . ولولا هذا التقدير الإلهي لبطل العمل والدعاء قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد 22) أما في أم الكتاب فمكتوب لهذا الشخص شيء واحد فقط من هذه الأشياء لا يحتمل التغيير فمثلا مكتوب (فلان يعيش 65 سنه )أو مكتوب فلان يعيش 60سنه أو 50 سنه واحد من هذه الاحتمالات هو الموجود في لوح أم الكتاب فقط أذن فلوح المحو والإثبات هو لوح المتشابهات ولكن من يعرف تفاصيل هذه المتشابهات كالأئمة عليهم السلام تصبح لديه محكمات فلا يوجد متشابهة بالنسبة للمعصومين (ع)فالقرآن كله محكم بالنسبة لهم كما لا يوجد محكم بالنسبة لغيرهم إلا من أخذ عنهم (ع) فالقرآن بالنسبة لغير المعصومين كله متشابه لان غير المعصوم لا يميز المحكم من المتشابه فيه ومن أين لغيرهم التمييز، والصادق (ع) يحتج على أبي حنيفة أنه لا يعلم المحكم من المتشابه إلا الأئمة(ع) ثم إن الناس لايعرفون من القرآن إلا الألفاظ وهي قشور وشيء من المعنى يحصلونه إما من الوهم والعوالم السفلية فهو باطل وأما من الملكوت وحقائق الأشياء فيه وهي من لوح المحو والإثبات والأحداث فيه أما أنها لا تقع أصلا وبالتالي فان معنى اللفظ المرتبط بها لا يتحقق أيضاً في أي زمن من الأزمنة وأما أنها تقع وصادقه ولكنها وجوه عديدة لكل منها أهل وزمان ومكان تقع فيه وتبين للناس في هذا العالم السفلي من قبل المعصوم (ع) فنفس الآية القرآنية تأول في زمن الصادق (ع) تأويل مغاير تماماً للتأويل في زمن الأمام المهدي(ع) لاختلاف الزمان والمكان والناس أو قل لتبدل المتنافيات في عوالم نزول القرآن سواء في الملكوت أو الملك وهكذا فان أحكام المتشابهات هو وظيفة المعصوم ولا يعلم المحكم من المتشابه إلا المعصوم والتشابه الموجود في الآيات يشمل المعنى المراد والأحداث التي تحققت وتتحقق مع مرور الزمن فنفس اللفظ القرآني يمكن أن يراد منه معاني عديدة وينطبق كل من هذه المعاني على أحداث عديدة ولذا فان للقران ظهور كثيرة لا يعلمها إلا الله ومن أراد الله اطلاعه عليها وهم المعصومون (ص) ولهذا لا تستغرب إن أمير المؤمنين علي (ع) يمكنه أن يكتب في البسملة حمل سبعين بعير .
وفي المتشابهات حِكم منها معرفة الحاجة والاضطرار إلى المعصوم (ع) ومنها أحياء الرجاء في النفوس ومنها الامتحان والتمحيص وحكم كثيرة لست بصدد إقصاءها .
والمتشابهات أمر حتمي ملازم لنزول القران إلى عالمي الملك والملكوت أو نزول لوح أم الكتاب إلى عوالم الكثرة والمتنافيات وتكثّرهُ فيها ليُكَوّن لوح المحو والإثبات .
وفي المتشابهات الحل الأمثل ليكلم الأنبياء و المرسلين والائمة (ع) الناس على قدر عقولهم .
ثم أن أحكام المتشابهات التي هي وظيفة الإمام المعصوم (ع) علامة وآية يعرف بها الإمام المهدي (ع) ومن يبلغ عنه (ع) ولهذا ورد عنهم (ع) ما معناه (( إذا ادعاها مدعي فاسألوه عن العظائم التي يجيب فيها مثله ))، والعظائم اليوم تسيير سفينة آل محمد (ع) في خضم موج الفتن واللجج الغامرة وأنهاء حكومة الطاغوت على الأرض .
جواب الامام احمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع المذكور في وصية رسول الله ص في ليلة وفاته</SPAN>
مع تحيات أبو احمد
-
-
-