تاريخ علم النحو وأشهر مدارسه وعلمائه بسم الله الحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى البدايه أحب أن أهنأكم بقرب قدوم عيد الأضحى المبارك وكل عام وأنتم من الله أقرب وعلى طاعته أدوم .
أما بعـــــــد
يسعدنى أن أقَدِّم في هذه الصفحات المعدودةِ موجزًا لِتاريخ النحوِ العربيِّ في نشأته وتطوُّره، وعوامِلِ التأثير فيه، وأشهَرِ علمائه الذين حملوا
أمانته، فحَفِظُوها، وأدَّوْها أحسَنَ الأداء، وأَحَقَّهُ بالإعجاب.
ومجال القول في تاريخ النحو العربي ذو سَعَةٍ لِمن أراد الإفاضة فيه والانطلاق: فهو أوَّلُ عِلم دُوِّن في الإسلام؛ إذ مضى على مَوْلِده قرابة أربعةَ عَشَرَ قَرْنًا، لم يكن فيها لقًى مهملاً، ولا نَسْيًا مَنْسِيًّا، ولكن تتابعتْ عليه أجيالٌ منَ العلماء الجادِّين، يتَّفِقُون قصدًا وغايةً، وإنِ اختلفوا وطنًا وجنسًا، وشخصيَّة ومَنْهَجَ تفكير.
وكان فيهم علماءُ أفذاذٌ، آتاهُمُ اللَّهُ ما يشاء منَ الكفاية وفضل المزية، وإنَّ كُلاًّ من هؤلاء وهؤلاء لَيبذلُ فيه كل ما يفتح الله به عليه، وما تَهْدِيهِ تجرِبتُه إليه، ويُصَوِّرُهُ خياله له في الجانب أو الجوانب الَّتي طاب له أن يتناوَلَهُ منها، فكانَتْ لنا هذه الثروةُ الضخمةُ النفيسَةُ، من مؤلَّفاته المتعدِّدَةِ الموضوعاتِ والأحجام.
ولم يكن إذ ذاكَ تخصُّصٌ في العلوم، ولكنَّها كانت شَرِكَةً بين طُلابها جميعًا؛ فهم يتواردون عليها كلِّها، أو على جملةٍ صالحةٍ منها، ثم يَغْلِب على كلٍّ ما يَغْلِبُ عليه منها، وكان النحو خاصَّة لا يُطلَب هَونًا، أو يُترَك استغناء، إيمانًا صادقًا بحاجة كلِّ ذي علم إليه، فهو معيار اللغة، ومِفتاح سِرِّها، ووسيلةُ الفَهْم عنها.
من أجل ذلك لم يكتفِ جمهورهم بعلم ما فيه الكفاية منه، ولكنَّهم توسَّعُوا فيه، وشاركوا المنقطعين له في الرأي والتأليف.
وإذا كان بَسْطُ التاريخ أَقْدَرَ على الاستيعاب والتبيين من إيجازه، فإنَّ الإيجازَ أقدَرُ منه على الجمع والتقريب؛ لأنَّه اختيارٌ وانْتِقاء، ولكلِّ مقامٍ مقال؛ كما يقولون، وقدِ جَهِدْتُ ما استطعت ألا أَدَعَ شيئًا مِمَّا بدا لي أنه حقيقٌ بالذِّكْر إلا جِئْتُ به في نطاقِهِ المحدود.
وعسى أن يكون في ذلك بلوغُ غاية، وإدراكُ حاجة، إن شاء الله تعالى.
أتمنى أن هذا الموضوع ينال إعجابكم وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى بموضوع ( أوليَّة النَّحو)