المنتد ي الاسلامى

ماهر دياب الكببجي · الثلاثاء فبراير 07, 2012 9:01 am

أفادت وسائل الإعلام أن مصر تتفاوض مع مؤسسات المال الغربية لإقتراض مليارات الدولارات بدعوى ضرورتها للتنمية ، كما وتسعى السلطات لاستقطاب مستثمرين عرب وأجانب لأن لديهم نقوداً فيبنون مجمعات سكنية أو فنادق أو طرق بطوب وحديد واسمنت من مصر وبأيدى المصريين . يستنتج من ذلك أن الفكر الاقتصادي القائم يفرض أن النمو الاقتصادي يتوقف على توفر النقود .

القروض يتم تسديدها من قوت الشعب وموارده والمستثمر الأجنبي تتحول أوراقه النقدية إلى ممتلكات عينية ، وسيادة الدولة تخضع لتعليمات الممولين . ألا يستحق ذلك أن نتوقف ملياً لنتعرف على ما هية النقود لنعرف ما إذا كنا محقين فى أن نلهث وراءها ، وأن نتعرف على أحكام الشريعة ذات العلاقة .

النقود بدعة جيدة ابتدعها البشر لتكون وسيطاً لتبادل المنتجات ، يعرفها الاقتصاديون بأنها أي شيء يحظى بالقبول العام لاعتباره وسيطاً للتبادل ، ويقرون بأن النقود ليست ثروة وأنه ليس لها قيمة بذاتها . ولكن الاقتصاد المعاصر استغل جهل القانونين والمشرعين بالأمور الاقتصادية فأضاف للنقود وظيفة جديدة لتكون أداة سرقة من خلال استعمالها لافتعال التضخم وجعلها رأسمال . وفيما يلى توضيح الأمر بأكبر قدر من التبسيط .

النقود أداة للتضخم

كان الناس قديماً يستغلون الموارد الطبيعية لإنتاج سلع استهلاكية وتنموية ، واستعملوا النقود وسيطاً لتبادل المنتجات . إذاً كان النشاط الاقتصادي قديماً يتمثل فقط فى النشاط الإنتاجي ، بمعنى أن كمية النقود المستعملة فى التداول تعادل قيمة الناتج القومي . فإذا كان الناتج القومي يتمثل فى 1000 طن من القمح تم بيعه بمبلغ 100,000 وحدة نقدية فيكون سعر طن القمح 100 وحدة نقدية . ولكن الاقتصاد المعاصر ابتدع ما يعرف بالنشاط المالي واعتبروه جزءاً من النشاط الاقتصادي ، فكبر حجم النشاط الاقتصادي ، الأمر الذى يفرض زيادة كمية النقود المستعملة فى التداول بالمقدار اللازم لإجراء عمليات التبادل فى النشاط المالي الذى لا يضيف للناتج القومي شيءاً ولكن يضيف للدخل القومي نقوداً تستعمل لشراء الناتج القومي . للتوضيح ، فى المثال السابق ، يتم بيع 1000 طن القمح بمبلغ 500,000 وحدة نقدية مرتباً على ذلك تضخماً قيمته 400,000 وحدة نقدية معبراً عنه بارتفاع سعر طن القمح من 100 وحدة نقدية إلى 500 وحدة نقدية . فى معظم الدول كمية النقود تعادل أكثر من 20 ضعف الكمية اللازمة لتبادل المنتجات . يستغل الدخل التضخمى فى دفع تكاليف لا علاقة لها بالإنتاج مثل فوائد المقرضين على الدين العام والخاص ، وأرباح المضاربين فى البورصات وأسواق المال ، ومكتسبات المفسدين من رشاوى وسرقات ، وكذلك الضرائب فيما يتجاوز كلفة الخدمات العامة . يستنتج من ذلك أن الاقتصاد القائم استعمل النقود كأداة تضخم يُمكن بها المقرضين والمضاربين والمفسدين والدولة من سرقة أموال المستهلكين الذين يشترون الناتج القومي .

النقود كرأسمال

يمثل البيع المرحلة الأخيرة فى النشاط الإنتاجي ، والبيع يتم بتبادل المبيع بالنقود . استغل الفكر الاقتصادي الشرير تلازم الانتاج والتبادل للتحكم فى إنتاج الدول عن طريق فرض قيود على إصدار النقود تحت ما يسمى بنظام النقد العالمي ، ففرض الاقتصاد المعاصر نظام الغطاء النقدي تلتزم بموجبه كل دولة ، عند إصدارها النقود ، إما بتوفير غطاء من ذهب أومعادن ثمينة أو عملات أجنبية ، أو بإصدار النقد مقابل دين عام الذى كلما زاد بالمقارنة بالناتج القومي انخفضت قيمة العملة . إذا لم تتمكن الدولة من توفير الغطاء فليس أمامها من مجال ، لتتمكن من استغلال مواردها ، إلا أن تقترض من الدول الغنية أو مؤسسات المال العملاقة ، وكلما زاد إقتراضها بالمقارنة بالناتج القومي انخفضت قيمة العملة . يستنتج من ذلك أن الاقتصاد القائم استعمل النقود كرأسمال يُمكن الدول الغنية والأثرياء من استعباد ونهب وسرقة ثروات الدول والشعوب الفقيرة .

خلاصة القول أنه من الواضح أن النظام الاقتصادي المعاصر جعل من النقود أدة سرقة وظلم ، الأمر الذى يستوجب التعرف على أحكام الشرائع السماوية فى المسألة ، وموقف التشريعات والقوانين الوضعية منها ، وثم النظر فى معالجة الأمر من الناحية الاقتصادية .

من الناحية الشرعية ، لا شك أن جميع الشرائع السماوية تحرم الظلم والسرقة ، فمن واجب علماء العصر التنبيه لذلك .

ومن الناحية القانونية ، فمن واجب المجالس التشريعية والقانونين إصدار التشريعات والقوانين لرفع الظلم وتوقف استمرار الجريمة .

أما من الجانب الاقتصادي فيطرح التساؤل حول مدى ضرورة وجود نشاط مالي أو الالتزام بالغطاء النقدي لتبرير الظلم والسرقة ، وثم تقديم بديل عملي مقبول ؛

· قد يحقق النشاط المالي مكاسب للمتعاملين من مقرضين ومضاربين ومفسدين ، لكن ضرره على المجتمع كبير . ولعل الاسترشاد بقول الخالق فى ذلك بيان يفوق كل بيان "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما" (البقرة 2 : 219) . ولأننا فى عصر جاهلية تفوق جاهلية ما قبل الإسلام ، فلنقبل بالتدرج قبل التحريم ، وذلك بإجازة النشاط المالي ليحقق مكاسب أو خسائر للأفراد فيما لا يضر بالمجتمع لحين توفر المناخ البديل لتشجيع الأفراد بالتوجه طوعاً نحو النشاط الإنتاجي بعد أن يتبينوا الخبيث من الطيب .

· إن التخلص من الغطاء النقدي له ما يبرره من الناحية الاقتصادية . معظم النقود المتداولة فى العالم هى نقود بديلة وليست مصدرة ففى يناير/ كانون ثانى 2007 كان حجم النقد المصدر فى الولايات المتحدة الأمريكية 750.5 بليون دولار ، بينما بلغ حجم النقد المصرفي فى عرض النقد (ع2) 6.33 تريليون دولار والنقود البديلة تصدرها البنوك بدون غطاء . لقد تخلت أكبر اقتصاديات العالم عن الالتزام بغطاء العملة منذ أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون فى 15 /8/1971 نهاية التزام الولايات المتحدة بتحويل الدولار إلى ذهب . التقيد بتوفير غطاء للعملة ينطوى على تعطيل موارد يمكن استغلالها فى التنمية ، كما أن وجود غطاء العملة لا يؤثر على أسعار المنتجات فإذا كان السعر العالمى للنفط 70 دولار للبرميل ، فإنه يمثل سعر بيع صادرات النفط من أي بلد بصرف النظر عن قيمة عملتها .

· أما مقابلة إصدار النقود بدين عام فهو يتعارض مع مفهوم الدين كنتيجة لعملية إقراض أو بيع آجل ، فعند الإصدار، لا يتملك الناس نقود تم شرائها بالأجل كما لم يقترضوا مالاً ليترتب عليهم التزاماً . وعند استلامهم النقود فى شكل خدمات عامة أو قروض ممنوحة من قبل الدولة ، تتحول النقود الورقية إلى أصول حقيقية أو ديون خاصة . كما وأن النقود البديلة تصدر بدون أن ترتب ديناً عاماً .

إن التخلص من دور النقود كرأسمال وأداة للتضخم يقتضى توجيه استغلال الموارد المتاحة بالكامل نحو النشاط الإنتاجي ، ويتبع ذلك حكماً توفير نقد بدون غطاء لتلبية متطلبات تبادل المنتجات . ويمكن تحقيق ذلك عملياً عن طريق :

1. التوقف عن استعمال أموال الغير ، مثل ودائع البنوك وموارد شركات التأمين واشتراكات الضمان الاجتماعي فى أنشطة مالية أو غير إنتاجية بطريق مباشر أو عن طريق تمويلها .

2. تفعيل دور البنوك العامة والخاصة فى بناء الاقتصاد عن طريق حصر استثماراتها فى مشاريع إنتاجية حقيقية ضمن خطة التنمية العامة تحت رقابة السلطة النقدية .

3. التزام السلطة النقدية بتوفير النقد اللازم للبنوك لتغطية عجوزات التدفقات النقدية للمشاريع . بعد استغلال النقود التى كانت تستعمل فى النشاط المالي لتمويل النشاط الإنتاجي ، يتم توفير النقد بنفس إسلوب إصدار النقود من قبل البنوك التجارية بفعل ما يعرف بعملية خلق النقود . وما دام إصدار النقد يقابله زيادة مماثلة فى الناتج القومي فإن إصداره لا يرتب تضخماً .

4. حصر استعمال النقد الأجنبي المتوفر فى استيراد أدوات الإنتاج والخبرات غير المتوفرة محلياً واللازمة لإقامة المشاريع التنموية من قبل القطاعين المصرفي والخاص .

من البديهي أن يقاوم الأثرياء دولاً وأفراداً أي خروج عن النظام النقدى العالمي فينعكس ذلك فى شكل انخفاض سعر صرف العملة المحلية . إن انخفاض سعر العملة يشجع الصادرات ، كما وأنه سرعان ما يترتب على نمو الناتج القومي الذى هو الغطاء الحقيقي للنقد نمواً فى سعر الصرف وتدنى معدل البطالة ، ومع الحد من التضخم تضيق الفجوة بين الأجور وتكاليف المعيشة .

ماهر الكببجي

الموضوع الأصلي : النقود أداة سرقة // المصدر : منتدى الازهري // الكاتب: ماهر دياب الكببجي

علاء سيد ابو طقطوق · الثلاثاء فبراير 07, 2012 9:12 am

النقود أداة سرقة

اسأل الله لمصر الامن والامان والاستقرار
جزاكم الله خيرا

الموضوع الأصلي : النقود أداة سرقة // المصدر : منتدى الازهري // الكاتب: علاء سيد ابو طقطوق

**شريف عبد المنعم البنا** · الثلاثاء فبراير 07, 2012 12:27 pm

النقود أداة سرقة

جزاك الله خيرا اخى فى الله ووفقك الله مصر لما يحب ويرضى ووفق الله اهلها لما فيه الصالح

جزاك الله خيرا اخى فى الله ونور الله بصائرنا للحق

تقبل مرورى

واهلا وسهلا بك ثانيتا فى المنتدى بيننا

الموضوع الأصلي : النقود أداة سرقة // المصدر : منتدى الازهري // الكاتب: شريف عبد المنعم البنا

**!!طيور الجنة!!** · الثلاثاء فبراير 07, 2012 2:50 pm

النقود أداة سرقة

شكرا لك اخى ماهر
على موضوعك
نحن فى انتظار المزيد
تقبل مرور اختك فى الله

الموضوع الأصلي : النقود أداة سرقة // المصدر : منتدى الازهري // الكاتب: !!طيور الجنة!!

عماد القاوى · الثلاثاء فبراير 07, 2012 5:58 pm

النقود أداة سرقة

بارك الله فيك اخى ماهر
اللهم اصلح حال مصر
ننتظر منك المزيد اخى

الموضوع الأصلي : النقود أداة سرقة // المصدر : منتدى الازهري // الكاتب: عماد القاوى

مسلمه مصريه · الثلاثاء فبراير 07, 2012 7:52 pm

النقود أداة سرقة

اللهم اصلح الاحوال

بارك الله فيك اخى

الموضوع الأصلي : النقود أداة سرقة // المصدر : منتدى الازهري // الكاتب: مسلمه مصريه

**امين القويرى** · الثلاثاء فبراير 07, 2012 11:14 pm

النقود أداة سرقة

ربنا يصلح حال أصحاب النفوس الضعيفه

تقبل تحياتى وتقديرى

ونحن في إنتظار المزيد من الموضوعات

وفي كافة الاقسام

جزاك الله خياً

الموضوع الأصلي : النقود أداة سرقة // المصدر : منتدى الازهري // الكاتب: امين القويرى

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)

المنتد ي الاسلامى

الفقه الاسلامى