الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:59 pm | المشاركة رقم: |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مشرف المنتديات الدينيه | الرتبه: | | الصورة الرمزية | | البيانات | الجنسيه : | | | | عدد المساهمات : | 6132 | نقاط : | 8756 | السٌّمعَة : | 18 | تاريخ الميلاد : | 01/01/1985 | تاريخ التسجيل : | 20/11/2010 | العمر : | 39 |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: فاذكرونى اذكركم الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 2:59 pm
فاذكرونى اذكركم | فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) يا للتفضل الجليل الودود ! الله جل جلاله .يجعل ذكره لهؤلاء العبيد مكافئا لذكرهم له في عالمهم الصغير . .إن العبيد حين يذكرون ربهم يذكرونه في هذه الأرض الصغيرة . .وهم أصغر من أرضهم الصغيرة !والله حين يذكرهم يذكرهم في هذا الكون الكبير .. وهو الله . . العلي الكبير . .أي تفضل ! وأي كرم ! وأي فيض في السماحة والجود !(فاذكروني أذكركم). .إنه الفضل الذي لا يفيضه إلا الله الذي لا خازن لخزائنه , ولا حاسب لعطاياه . الفضل الفائص من ذاته تعالى بلا سبب ولا موجبإلا أنه هكذا هو سبحانه فياض العطاء .وفي الصحيح: يقول الله تعالى:" من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " .وفي الصحيح أيضا:قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال الله عز وجل:" يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي , وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة - أو قال في ملأ خير منه - وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا , وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا ,وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولة . . "إنه ذلك الفضل الذي لا يصفه لفظ ولا يعبر عن شكره الحق إلا سجود القلب . .وذكر الله ليس لفظا باللسان ,إنما هو انفعال القلب معه أو بدونه , والشعور بالله ووجوده والتأثر بهذا الشعور تأثرا ينتهي إلى الطاعة في حده الأدنى ,وإلى رؤية الله وحده ولا شيء غيره لمن يهبه الله الوصول ويذيقه حلاوة اللقاء . .(واشكروا لي ولا تكفرون). .والشكر لله درجات ,تبدأ بالاعتراف بفضله والحياء من معصيته .وتنتهي بالتجرد لشكره والقصد إلى هذا الشكر في كل حركة بدن ,وفي كل لفظة لسان , وفي كل خفقة قلب ,وفي كل خطرة جنان .والنهي عن الكفر هنا إلماع إلى الغاية التي ينتهي إليها التقصير في الذكر والشكر ; وتحذير من النقطة البعيدة التي ينتهي إليها هذا الخط التعيس ! والعياذ بالله !ومناسبة هذه التوجيهات والتحذيرات في موضوع القبلة واضحة . وهي النقطة التي تلتقي عندها القلوب لعبادة الله , والتميز بالانتساب إليه , والاختصاص بهذا الانتساب . وهي كذلك واضحة في مجال التحذير من كيد يهود ودسها ; وقد سبق أن الغاية الأخيرة لكل الجهود هي رد المؤمنين كفارا , وسلبهم هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم . .نعمة الإيمان أكبر الآلاء التي ينعم الله بها على فرد أو جماعة من الناس .وهي بالقياس إلى العرب خاصة النعمة التي أنشأت لهم وجودا , وجعلت لهم دورا في التاريخ ,وقرنت اسمهم برسالة يؤدونها للبشرية , وكانوا بدونها ضائعين ,ولولاها لظلوا ضائعين ,وهم بدونها أبدا ضائعون .فما لهم من فكرة يؤدون بها دورا في الأرض غير الفكرة التي انبثقت منها ; وما تنقاد البشرية لقوم لا يحملون فكرة تقود الحياة وتنميها . وفكرة الإسلام برنامج حياة كامل , لا كلمة تقال باللسان بلا رصيد من العمل الإيجابي المصدق لهذه الكلمة الطيبة الكبيرة .وتذكر هذه الحقيقة واجب على الأمة المسلمة ليذكرها الله فلا ينساها . ومن نسيه الله فهو مغمور ضائع لا ذكر له في الأرض ,ولا ذكر له في الملأ الأعلى .ومن ذكر الله ذكره , ورفع من وجوده وذكره في هذا الكون العريض .ولقد ذكر المسلمون الله فذكرهم , ورفع ذكرهم , ومكنهم من القيادة الراشدة . ثم نسوه فنسيهم فإذا هم همل ضائع ,وذيل تافه ذليل . .والوسيلة قائمة . والله يدعوهم في قرآنه الكريمفاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون). .
|
توقيع : شريف عبد المنعم البنا |
|
|
| |