الإجهاض طبيا وشرعيا

الإجهاض:

من أهم المسائل الحرجة والحساسة والتي تواجهنا في عملنا مسأله الإجهاض إذ ان لها نواحي طبية واجتماعية وانسانية غاية في التنوع وقد أصبحت الدواعي هذه تشمل مايلي:



1- الدواعي الطبية وتأثيرها على صحة الأم وحياتها.

2- الدواعي المتعلقة بالجنين مثل أصابته بالتشوهات أو الأمراض الوراثية.

3- الدواعي الأنسانية مثل أجهاض الحمل في حالات الآغتصاب أو وقاع القاصر والمتخلفة عقليا.

4- 4-الدواعي الطبية الاجتماعية مثل كثرة عدد الاطفال حيث تسمح بعض الدول العربية بالأجهاض ان كان للسيدة خمسة أطفال أحياء وبعض القوانين يعتبر الاجهاض جريمة الا أنه يعتبر الاجهاض لاتقاء جريمة الشرف يعتبره هنا ظرفا مخففا .

5- الاجهاض بناء على الطلب وهذا هو ما تبحث عنه دعاة الحرية من تغيير في القوانين والشرائع.





تعريف الإجهاض:

يعرف الإجهاض Abortion من الوجهة الطبية بأنه سقط الحمل من داخل الرحم قبل ان يصبح قادرا على الحياة بذاته أي قبل الأسبوع ال22 او بلوغه وزن 500جم أو أكثر..



أقسامه:

1. إجهاض تلقائي Spontaneous Abortion :أي انه إجهاض طبيعي حدث تلقائيا بدون أي تدخل خارجي بأي صوره مسبباته داخليه محضة تتعلق بأمراض تصيب الأم الحامل اوالجنين وهذا االسقط مذكور في القران الكريم في سورة الحج الاية ( يأيها الناس أن كنتم في ريب من البعث فأنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الارحام مانشاء ألى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ) وقال عليه الصلاة والسلام ( أذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكا فقال يارب مخلقة أم غير مخلقة فان قال غير مخلقة مجتها الأرحام دما ).

2. إجهاض مفتعل Artificial أو محرض Induced ،وينقسم الي قسمين:

(أ‌) (أ) أجهاض علاجي Therapeutic مشروع Legal .

(ب‌) إجهاض جنائي Criminal غير مشروع Illegal.





‌أ. الإجهاض العلاجي Therapeutic المشروع Legal :

هذا النوع من الإجهاض مسموح به في حدود ضيقة جدا..وهو إجهاض يلجا اليه الطبيب للحفاظ على حياة الأم عندما تصاب بحالات مرضيه محدودة ومعروف استحاله علاجها مع استمرار الحمل وقد تؤدي الى وفاة الأم لو استمر حملها.. وهنا يجب من التنبه الى نقطة خطيرة ومهمة وهي أن الحالات المرضية المعنية أصبحت قليلة جدا.. ففي السنوات الماضية تطور الطب العلاجي واصبح بالإمكان علاج كثير من الأمراض المستعصية والتي كانت تؤدي الي الوفاة..مثال على ذلك إصابة المرأة الحامل بداء القلب ..وكانت أمراض القلب من أسباب وفيات الأمهات وبتقدم العلم و الطب اصبح بالإمكان إجراء بعض التداخلات الجراحية أثناء فترة الحمل مثل جراحات القلب المفتوح وتوسيع الصمامات الا أن هناك حالات معينه يصعب علاجها ومعروف أنها تحمل معدل وفيات عالي بين الأمهات على سبيل المثال ارتفاع الضغط الرئوي الأولي Primary Pulmonary Hypertension.





قواعد وزارة الصحة والمنظمة لعملية الإجهاض العلاجي:

المادة الرابعة والعشرون ( اللائحة التنفيذية لنظام مزاولة الطب البشري وطب الأسنان الصادر بالمرسوم الملكي رقم م /3 وتاريخ 21/2/1409ه ) :

24-2-ل: يشكل مدير المستشفى الذي يوجد به قسم للولادة لجنة لايقل عدد أعضائها عن ثلاثة استشاريين "او أخصائيين يكون بينهم استشاري "او أخصائي" بالمرض الذي من اجله اوصي بإنهاء الحمل،يقومون بإعداد تقرير يوضح فيه نوع الخطورة المذكورة المؤكدة التي تهدد صحة الأم فيما لو استمر الحمل، ويوقع من جميع أعضاء اللجنة ثم يعتمد من مدير المستشفى.

وفي حالة التوصية بضرورة الإجهاض يوضح ذلك للمريضة وزوجها او ولي أمرها ثم تؤخذ موافقتهم الخطية على ذلك.

*******



الإجهاض في حالات تشوه الأجنة:

من الحالات الكثيرة التي تواجهني وزملائي رغبة الأم وزوجها في التخلص من الحمل عند إحتمال وجود جنين مشوه..وأورد هنا أمثلة علي ذلك:



مثال (1)

السيدة "ق" سبق وان أنجبت طفل مشوها وتوفي بعد الولادة بأيام قليلة وتخشى ألان من ولادة جنين مشوه اخر..وهي حامل وتود إجراء عملية إجهاض لهذا الحمل.



مثال (2)

السيدة "ن"تعرضت للحصبة الألمانية وهي في الشهر الثالث من الحمل..وتود الإجهاض خوفا من ولادة جنين مشوه.





مثال (3)

السيدة "ع" لم تكن تعرف إنها حامل وكانت برفقة ابنها الصغير عند عمل أشعة للصدر لابنها وقال لها أحد الأطباء ان تعرضها للأشعة من أسباب ولادة جنين مشوه.



هذه أمثلة لحالات كثيرة نتعرض لها كأطباء..ويصعب هنا تحديد خطورة كل حالة ونسبة وإحتمال تعرض الجنين للمؤثر..لكن هناك قواعد عريضة معروفة وقد لخصها قرار مجلس هيئة كبار العلماء الأفاضل..رقم 140 وبتاريخ 20/6/1407هـ وينص قرار المجلس على التالي:



1. لايجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جدا.

2. إذا كان الحمل في الطور الأول وهي مدة الأربعين وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر متوقع جاز إسقاطه.أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقة في تربية الأولاد أو خوفا من العجز من تكاليف معيشتهم وتعليمهم أو من اجل مستقبلهم او اكتفاء لما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز.

3. لا يجوز إسقاط الحمل إذا كان علقة او مضغة حتى تقرر لجنة طبية موثوقة أن استمراره خطر على سلامة أمه بأن يخشى عليها الهلاك من استمراره جاز إسقاطه بعد استنفاد كافة الوسائل لتلافي تلك الأخطار.

4. بعد الطور الثالث وبعد إكمال أربعة اشهر للحمل لايحل إسقاطه حتى يقرر جمع من الأطباء المتخصصين الموثقين ان بقاء الجنين في بطن أمه يسبب موتها وذلك بعد استنفاذ كافة الوسائل لإنقاذ حياته..الخ.



من ناحية أخري وبمراجعة أقوال الفقهاء يتضح أن هناك إجماعا على تحريم الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين ( حتى وان كان الجنين مشوها ) إلا إذا كان في بقاء الحمل واستمراره موت الأم هنا تعتبر حياتها مقدمة على حياة الجنين لأنها هي الأصل .. ولقد اتفق الفقهاء على أن نفخ الروح في الجنين يحصل بعد مرور 120يوما واستدلوا على ذلك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال ..قال رسول الله ( أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله الملك فينفخ الروح ).

اما قبل نفخ الروح فقد اختلف الفقهاء في حرمة الأجهاض فبعضهم يحرم الاجهاض منذ اللحظة التي تستقر فيها النطفة في الرحم والبعض لايرى حرمة في الاجهاض قبل نفخ الروح متى كان الأجهاض لسبب طبي كمرض الأم أو غيره. وهنا نورد القرار الهام الذي أصدره المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثانية عشرة (15 رجب 1410ه الموافق 10 فبراير 1990م) حيث أعاد النظر في مسألة الإجهاض وأباح إجهاض الجنين المشوه تشوها شديدا غير قابل للعلاج،بشرط أن يكون ذلك بقرار لجنة من الأطباء المختصين،وبشرط أن يتم الإجهاض قبل مرور 120 يوم .. وقد أوصى المجلس الأطباء والوالدين بتقوى الله والتثبت في هذا الأمر.



وهنا أورد مثال حقيقي لقصة عايشنا أحداثها مع أحد الأساتذة الأفاضل..لسيدة حامل سبق وان حملت مرتين وفي كل مرة ينتهي الحمل بولادة طفل مصاب بتشوه خلقي "إستسقاء بالدماغ" أو Hydrocephalus وتتطلب ولادتها إجراء عملية قيصرية نظرا لوضع الجنين وكبر حجم الرأس.. ومعروف طبيا ان ولادة طفل سابق بهذا التشوه تزيد احتمالات ولادة جنين مصاب بنفس التشوه مرة أخرى.. السيدة هذه فكرت في الإجهاض كحل لمشكلتها..لكن حديث الطبيب إليها عن الاحتساب وعظم الأجر والثواب مقابل هذا الابتلاء أثار في قلبها وقلب زوجها نوازع ايمانيه لطلب الأجر عنده تعالى فعدلت عن قرارها ورفضت حتى أن تقوم بمتابعة تطورات حالة الجنين بجهاز الأمواج الفوق الصوتيه حتى لا تمر بالمعاناة ذاتها كما سبق..وعند قيامهم بإجراء القيصرية في هذه المرة فوجيء الطبيب وكل من حضر العملية بولادة طفل سليم مكتمل خال من أي تشوهات.. مما يجعلنا نرى قبس من رحمة الله وسعة فضله.. (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)..وهل هناك اعظم من زوج وزوجة أخذا أجر الاحتساب في الآخرة وزادهما الله من فضله بنعمة البنين في الحياة الدنيا!

********



الإجهاض الجنائي:

هذا إجهاض بعد استخدام محرض..أي تفريغ رحم الحامل من محتوياته باستعمال وسائل مختلفة.. وأهميته بالغة اذ ان المرأة قد تبدأ عملية الإجهاض بأي من هذه الطرق.. ثم تذهب للطبيب على أنه إجهاض محتم تلقائي.



الطرق المستعملة في الإجهاض الجنائي:

1. طرق عامة:مثل حمل شي ثقيل،أو استعمال الدش المهبلي الساخن والرياضة العنيفة وكلها لاتسقط المرأة إلا اذا كان هناك استعداد للإجهاض لأسباب اخري.



2. العقاقير الطبية:

أ- تحتوي منظمات الطمث على هرمونات المبيض وبعضها يمكن تعاطيه لإنزال الدورة والحمل في مراحله الأولي.

ب- عقاقير تعمل على انقباض عضلة الرحم مثل التحاميل المهبليه التي تستخدم لتحريض الولادة وغيرها مثال على ذلك التحاميل البروستاجلاندين أو مركبات الأرغوت Ergot وهذه لا تؤثر على الحمل في الشهور الأولى الااذا أعطيت بكميات كبيرة.

ج_ أدوية مسهلة تؤثر على حركة الأمعاء وأدوية أخرى تستعمل لبعض امراض المعدة وتعمل على إثارة عضلات الرحم مسببة تقلص شديد بالرحم وتؤدي الى الأجهاض وقد تنبهت وزارة الصحة وتنبه الأطباء الى سهولة تداول بعض هذه العقاقير وتم التنبيه على عدم صرفها الا بضوابط ووصفات رسمية.



أ)طرق مباشرة للإجهاض:

أ-استعمال أجسام غريبة وإدخالها في عنق الرحم كي تعمل على توسيعه تدريجيا وتنبيه تقلصات الرحم حتى ينزل الجنين.مثال علي ذلك أعواد الملوخية أو إبرة التريكو وفي حالة الأشخاص ذوي الدراية مثل القابلات فقد تستعمل أعواد اللاميناريا.وهي أعواد خاصة تعمل على توسيع عنق الرحم.



ب_عملية تفريغ الرحم: يقوم بعض الأطباء بإجراء هذه العملية بناء على رغبة المريض.. ويستخدم هنا موسعات للرحم وملعقة التجريف (الكحت) لتفريغ الرحم في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وتجرى العملية تحت التخدير الكلي.



مضاعفات الإجهاض الجنائي:

1. حدوث صدمة عصبية:يؤدي دخول جسم غريب الى عنق الرحم وتوسيعه الى حدوث ألم شديد مسببا الصدمة.

2. نزف شديد: نتيجة لحدوث تمز قات أو اختراق جدار الرحم أو لعدم تفريغ محتوياته كاملا وبطريقة سليمة.

3. تلوث المهبل والرحم وقنوات فالوب:نتيجة إستعمال أدوات غير معقمة يؤدي الى مضاعفات خطيرة خاصة التهاب الصفاق البريتوني الحاد أو العقم بعد ذلك.







العلامات التي تساعد الطبيب على معرفة ما اذا كان هناك تدخل وتحريض للإجهاض أي إجهاض جنائي غير شرعي:

- ارتفاع حاد في درجة الحرارة ومعدل النبض وهبوط في ضغط الدم ،أي مؤشرات على حدوث إجهاض بطريقة غير معقمة.

- آلام أسفل البطن وانقباض عضلات جدار البطن خاصة في الحالات المتقدمة المصحوبة بالتهاب الغشاء البريتوني.

- النزيف المهبلي المصحوب برائحه كريهة.

- الإفراز المهبلي.

- فحص عنق الرحم وفتحته ووجود إفرازات منه.

- حجم الرحم ووضعه ووجود آلام حادة أثناء لمس عنق الرحم أو حركة الرحم.

- ملاحظة ما اذا كان هناك جسم غريب بالمهبل أو داخل عنق الرحم.

- ملاحظة أي إصابات أو آثار عنف.

- أخذ عينة دم،وعينة من الإفرازات المهبلية خاصة بالجراثيم التي تسبب الإجهاض.

- أخذ عينة بول لفحص اختبار الحمل وعينة للمختبر الكيماوي للبحث عن المجهضات.



آسف عل طول الموضوع



ولكن لأهميته نقلته لكم كما هو



أخوكم



أمين القويرى

جزاك الله خيرا اخى فى الله امين القويرى

تقبل مرورى

جزاك الله خيرا اخى امين على هذا الموضوع\
جعله الله فى ميزان حسناتك
تقبل مرور اختك طيور