أحمدأبورتيمةأعترف أنني أكتب في زحمة من الأحداث المتلاحقة والنوعية، وأنهذه الأحداث من الكثافة حتى أننا بتنا ندعو الله بأن يثبت عقولنا لتكون قادرةً علىاستيعاب كل هذه الزلازل والعواصف، ولكن في نفس الوقت فنحن في مرحلة قد بعثت فيهاالأمة من جديد وأعادت اكتشاف نفسها، ودبت فيها روح غير مسبوقة من الثقة بالنفس، فوجبأن نستغل هذه الروح في تحقيق أحلامنا التاريخية، لأن هذه الروح لا تتكرر كل يومولا حتى كل قرن، ومن الجريمة أن نتركها تتبدد دون استفادة مثلى منها، وكما يقولمالك بن نبي فإن صناعة الحضارة بحاجة إلى الروح قبل الحاجة إلى العقل..أستلهم هنا مقولة أحد أصدقائي الفيسبوكيين (مشتقة من الفيسبوك)..إذا كان هذا الحلم سيتحقق حتماً يوماً ما، فلماذا لا نجعله يتحقق اليوم..إن حلمنا التاريخي في العودة إلى فلسطين قد آن أوان تحقيقه،فالأمة في حالة غير مسبوقة من الروح العالية التي تسمح لها بهذه القفزة التاريخية،والكيان الصهيوني في حالة من الضعف والترنح وافتقاد الرؤية بما يغرينا بتسديدالضربات المركزة عليه لإسقاط مشروعه العنصري المناقض لكل قيم الدين والأخلاق..أضم صوتي إلى أصوات مجموعة من الشباب الطموح عبر الانترنتالذين دعوا إلى زحف تاريخي مليوني تجاه فلسطين لإنهاء مأساة ستة ملايين لاجئفلسطيني مستمرة منذ ثلاثة وستين عاماً..لم لا ونحن في زمن تتحول فيه الأحلام سريعاً إلى حقائق، ممايغرينا بأن نحلم وأن نثابر لتجسيد أحلامنا وقد انتصر شغف الشباب على تجربة الشيوخكما يقول صديق فيسبوكي آخر..ولأنني أؤمن إيماناً يقينياً بأن إرادة الشعوب أقوى من كلالتحديات، وأنه لا مكان للمستحيل إذا وجد الإيمان والإصرار فإنني أرجو أن تجد هذهالفكرة سريعاً من يتبناها ويدفع إلى تحقيقها من الجماعات الإنسانية والحقوقيةووسائل الإعلام، كما أضم جهدي بكل قوة لهؤلاء الشباب وأساهم معهم ببعض الأفكار:* أقترحأن نحدد تاريخ 15-5-2011 ذكرى مرور ثلاث وستين سنةً على نكبة فلسطين يوم الزحف بمايمثله هذا التاريخ من دلالات، وحتى ذلك الحين فهناك فرصة للإعداد والتحشيد الجيد* نستطيعأن نحشد الملايين للزحف على ثماني جبهات لإرباك العدو وتشتيت تركيزه هذه الجبهاتهي:قطاع غزة-الضفة الغربية-فلسطينيي الداخل-لاجئو لبنان منالحدود اللبنانية-لاجئو سوريا من الحدود السورية-لاجئو الأردن من الحدودالأردنية-لاجئو أوروبا من البحر عبر مئات السفن-يستطيع النشطاء الدوليون أنيتضامنوا مع الشعب الفلسطيني من جبهة سيناء أيضاً* بإمكان إخواننا المصريين خير أجناد الأرض أن يناصرونابمسيرة من خمسة مليون مصري تتوجه إلى حدود فلسطين من جبهة سيناء، تحت شعار التعاطفالسلمي مع حقوق الشعب الفلسطيني.* يجب أن تبتعد كل الفصائل والأيديولوجيات بشدة عن هذا الزحف ولا يرفع إلاالعلم الفلسطيني حتى لا يستغل وجود هذه الفصائل صهيونياً وغربياً..* يجب المحافظة على الطابع السلمي للزحف بكل إصرار، وعدم حمل أي نوع من أنواع السلاح، ورفعشعارات إنسانية بكل اللغات من قبيل (عاوز أرجع لبيتي)، ورفع مفاتيح البيوت التيهجر منها أجدادنا.* يجب أن ترفع بكل اللغات العالمية خاصةً اللغة الإنجليزية.* يفضل أن يتقدم المسيرات العجائز والشيوخ الذين كانواشهوداً على النكبة وهؤلاء لا ينقصهم حماس للمشاركة وتلبية حلم عمرهم في أن يدفنوافي تراب الوطن.* يجب حشد أكبر عدد ممكن من الأجانب من كل دول العالموتقدمهم المسيرات لتصعيب الاوضاع على الصهاينة.* على الإخوة الفلسطينيين والعرب والمسلمينالمقيمين في أوروبا مسئولية خاصة بالبدء من هذه اللحظة في حملة تحشيدية وتعريفالرأي العام العالمي بالمظلمة التاريخية الكبرى التي تعرض لها الشعب الفلسطيني،وبطبيعة التحرك المعتزم.* يجب البعد كل الابتعاد عن شعارات من قبيل إبادة الكيانالصهيوني-رميه في البحر-حتى لا يستثار العالم ضدنا، ولنوحد الهدف بأننا نريد أننعود إلى ديارنا التي هجرنا منها وليس أكثر من ذلك، وهو شعار أخلاقي إنساني قادرعلى تحشيد الشعوب العالمية لمساندتنا..* الأوضاع الإقليمية الحالية ربما تساعد في ثني حكام دولالطوق عن التصدي لمثل هذا الزحف المليوني، لأنهم يعلمون أن أي تصد لهذه الزحوفسيؤدي إلى نقل المعركة إلى الداخل والإطاحة بهم، وربما يسمحون لهذه الملايينويركبون الموجة في محاولة لحماية عروشهم، وهذا سيكون نصراً كبيراً لنا، وحتى لو لميسمحوا فإن أي قوة على وجه الأرض لا يمكنها أن تتصدى لعزم الجماهير، وسيكونون همالخاسرون..* يجب عدم الاقتصار في عملية التحشيد على موقع الفيس بوكوحده، لأنه غير مضمون أن يسمح لنا بمواصلة نشاطنا وربما يلجأ تحت ضغط النفوذالصهيوني إلى إغلاق الصفحات، لذلك يجب إنشاء أكثر من صفحة على الفيس بوك وتحشيدالملايين عليها، على ألا تكون متعارضة، بل يكون بينها تنسيق ووحدة في الأهدافوالوسائل، كذلك ينبغي طرح هذه الأفكار على أكبر عدد من المنتديات والمجموعاتالبريدية لإحداث تكتل ملاييني خلف هذا الهدف..* نحذر جميع المحبطين والمثبطين، وننصحهم أن يحتفظوابتشاؤمهم لأنفسهم، وأن يقولوا خيراً أو يصمتوا، لأن أي تخذيل للأمة في ساعة الزحفهو خيانة لها، وأن الحقائق لا تفرض نفسها إلا على العاجزين البلهاء، أما المؤمنونفإنهم هم الذين يبادرون إلى فرض الحقائق بأنفسهم..* لنتذكر أن كل الحسابات السياسية لا قيمة لها حين تواجهبإرادة الشعوب، وأن الشعوب هي التي ستفرض الحقائق في النهاية، وأنه لا مفر للعالممن الاعتراف بحقوقنا العادلة.هذه مجرد أفكار أولية، وهي بحاجة إلى مزيد من الإثراء والإضافة لبلورة رؤية متكاملة ليوم الزحف..وأذكر بقول الله عز وجل "ادخلوا عليهم الباب فإذادخلتموه فإنكم غالبون" لعله يكون فيها إشارة ضمنية إلى أسلوب الزحف السلميالذي بات أكثر الأساليب جدوى في هذا الزمان، ويحقق ما عجزت عن تحقيقه الطائراتوالصواريخ..إذا كان عنصر قوة الكيان الصهيوني هو فيما يمتلكه من أسلحةفتاكة، وترسانة نووية، فإن عنصر قوتنا هو في عدالة قضيتنا، وقدرتنا على حشد ملايينالأحرار سلمياً لمساندتنا، والعاقل هو من استغل عنصر قوته، وليس عنصر قوة عدوه..
والله ولي التوفيق..منقول